حيث تخلف من وراء الجيش، وأقامت أم المؤمنين
المبرأة بكلام رب العالين على التماس العقد حتى اجتمعا على غير
تواطؤ، ولا إرادة سوء في منزل واحد، وَبَقِيَا معًا منفردَين حتى
أبقا بالجيش، وهلك فيهما من هلك.
أفترى شهادة المغتابين والمذيعين الفواحش بالبلاغات، وفقد المعاينات
أبلغ في فسق المستورين من اجتماع هذين المعصومين رضي الله عنهما -
على حال يقدح معشارها في قلوب المنافقين، وتطلق أَلسُن المفتونين على
البرية الرضية أم المؤمنين وصاحبها الخير من المسلمين حتى أدتهم ظنونهم إلى
ما أدت، ونزل فيهم في تكذيبهم، وفي براءة المرميين من الآيات في
سورة النور ما نزل فيها: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) .
وفيها: (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) .