ولم يتغير له. فما بال نساك زماننا يوثر في قلوبهم على إخوانهم المؤمنين
قول كل ناعق يغويهم بكذبه، ويهلكهم بغيبته حتى يتسرعوا
إلى الهجران المحرم بنص السنة، وإلى إذاعة الفاحشة في المؤمنين
الموعود عليها بنص القرآن أليم العذاب في الدارين معا، وما بالهم
يتحلون بالفظاظة والغلظة على من زلت به قدم الستر بيقين. فكيف
بالظنون والكذب المخترص، ولا يقتدون بما أدب الله به نبينا - صلى
الفَه عليه وسلبم - وغيره حيث يقول: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) ، وقال لموسى وهارون - صلى الله عليهما -
حين بعثهما إلى فرعون: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)
فاستعمله رسول اللَه - صلى الله عليه وسلم سمعًا وطاعة لربه، فقال
للرجل الذي استأذنه في الزنا: "أترضاه لأمك، أترضاه
لأختك، " ولم يغلظ له.