عيناه عمن أهمله طمعًا في إسلام غيره.
وإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذه المنزلة لا
يصوب الله له مع حسن رأيه، وجودة خاطره ما يراه صوابا حتى
تأتيه الرسالة فيما يريد فعله، فمن بعده من المستحسنين والقائسين أبعد
من الصواب، وأقرب إلى العتاب فيما يحلون ويحرمون بآرائهم ونظرهم.
وفي ذلك دليل أن كل شيء قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو
فعل فعله، أو أمر أمره، أو نهي نهى عنه لم يوجد فيه عن الله تعالى نكير
عليه فهو حق لم يأوِ فيه إلى هواه بلِ اتبع فيه ما أنزل إليه من ربه كان
متلوا في القرآن أو غير متلو بقوله: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ) ، وبقوله: (إِن أَتًبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلي) .
وبقوله: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)
وما يشاكل