ترى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) .
فإن قالوا: فإذا كان قد جمع بينهما فَلمَ اخترت أحدهما دون صاحبه.
قيل: اخترت في أصل الإيمان ما يكون به إرادة المخلوق
تبعا لإرادة الخالق، ويكون الخالق غالبا عليه، ولم أختر ما تكون به إرادة
الخالق تبعًا لإرادة المخلوق، ويكون المخلوق غالبا لخالقه، فأضفت الفعل
إلى الفاعل في الأمر والنهي، لئلا يلحق بالآمر والناهي ظلم، وليكون
المقصر فيهما هو الموصوف بظلم نفسه وإن كان ذلك بقضاء ربه لأُومِنَ
بجميع القرآن ولا أرد بعضه ببعض.
ذكر الحرير.
وفي قوله: (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ)
دليل على أن الذهب والحرير حرم على ذكور هذه الأُمة في الدنيا.
لأنها دار عبادة، وفي الآخرة حل لهم كما ترى. وكذلك الشرب في
أواني الذهب حرم في الدنيا على الذكور والإناث والخمر كذلك دون