أذهبت كل ارتياب بأنه ورود النار. إذ لو أريد حوله لكان: (إلا
وارده) ، لأن الحول مذكر، فقد دل هذا على أنهم يحضرون حولها
أجمعين ثم يردونها فينجوا المتقون، ويبقى الظالمون فيها جثيا.
فإن قالوا: أليس قد رويتم في بعض تفاسيركم أن الورود هو ورد
الحمى.
قيل: ليس كلما نرويه نصححه، وكيف يكون صحيحا والله
يقول: (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72) ،
ونحن نرى عيايا أن الحمى إذا أخذت الظالم في وقت فارقت كما تفارق
التقي، فلو كان كذلك لبقي جَمّ من الظلمة فيها أبدا، فهذا واضح
أنه ورود جهنم في الآخرة لا ورود الحمى في الدنيا، ونحن نقول بعد
تصحيح مقالتنا في الورود الذي في كتاب الله أنه ورود جهنم وأن
الحمى من فيحها في الدنيا كما قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فإنه إذا أخذت منا أحدًا أبردناها بالماء ائتمارًا لرسول الله -
صلى الله عليه وسلم - وقبولاً لوصيته،