فإذا خرجوا منها سموا جهنميين، ويكون حظهم من ألمها ما وصل
إليهم من مس الحمى وألمها إذ كانت من فيحها.
فإن قيل: فَمَن الذي تسميهم الجهنميين، وكل يَرِدها ممن يخلد ومن
يخرج منها.
قيل: قد يجوز أن يكون الورود من جميعهم فمن لم تمس منه شيئا ولم
تسمه بسمة وتغير من مَست منه ووسَمَته بسمة ويسمونهم جهنميين.
فإن قيل: فما بالك تقول: مرة لا تمس منهم ولا تؤلمهم، ومرة
تجعل الألم والمسيس خصوصا لقوم دون قوم.
قيل: هي أخبار مروية بعضها أثبت من بعض وأقوى دعامة في
الإسلام. ومن وجد شيئا من الرجاء والتأميل لم يضمن زوال الخلل
كله عنه، والذي ليس بمخلول ما دَلت عليه التلاوة من القرآن.
الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا مِن خلفه من أن الورود من