عائشة - رضي الله عنها - ما احتقب، وشارك أهل الإفك فيما شارك من
عظيم الذنب. وفي هذا رد على جهلة الصوفية فيما يزعمون أن الكبائر
تمحو الحسناتِ وتحط درجة أصحابها فيها.
ورد على من يزعم أن الذنوب كفر.
وكيف تكون كفرا، وقد سقى الله مِسطحَا - مع عظيم ذنبه -
مهاجرا.
ومنها: أن مواصلة من قطع، والإحسان إلى من أساء مرضي
الأخلاق، ومندوب إليه المرء.
ومنها: أن اليمين إذا وقعت على مَا لا قربة فيه إلى الله فالطاعة
تركها، وترك الماضي عليها وإن لم يكن الترك مفروضا إذا كان غيره
أقرب منه، لأن سياق الآية يدل على أن الله - جل وتعالى - ندب أبا
بكر إلى العود إلى مسطح بفضله، وترك معاقبته على ما كان
منه إلى ابنته ندبا، ولم يفرض عليه فرضا. لولا ذلك ما دله - وهو
أعلم - على العفو والصفح، وَلا وَعده عليه الغفران، إذا العفو
والصفح بَابَا فضلٍ لا يجُبر أحد عليه.