والذي هو أيضاً واضح في ملكه أنه لا يخلو من أن يكون لما كان مالا
في نفسه بملك سيده وقد استحال أن يضاف إليه مُلك بوجه من الوجوه
كالبهائم التي يملكها الإنسان، وهي مال في أنفسها فلا يكون مالكه
بحال، أو يكون.
وإن كان مملوك الرقبة - لا يستحيل أن يضاف إليه ملكه يكون فيه
أسوة جنسه من الناس الذين هو مشاركهم في جميع ما هم بسبيله من
العبادات والأحكام الجارية بين المسلمين لهم وعليهم، وإن اختلفت
كيفيتها في الكثرة والقلة، فلما اتفقوا جميعاً من ثبت له ملكا ومن لم
يثبت أن ماله مستفاد لا مخلوق معه كعضو من أعضائه يملكه سيده
معه. علمنا أن السيد ملكه دون ماله، ثم نظرنا إلى ما يقع بيده من
وجوه الاستفادات فإن كان مما سبيله ملك فيما يقع بيديه قبل أن
يأخذه سيده منه فقد سُمي مالكا قبل سيده. فإن أخذه منه عن غير
طيب نفس منه كان غصباً له.
وإن كان ممن لا يثبت له ملك فيما يصير في يده فمحال أن يسمى مال
العبد ما لم يملكه العبد بعده، والسيد لا يملك مالَ غير عبده، وأكثر