بمنقوشةٍ نقْشَ الدنانيرِ يُنْتقى
... لها اللفظُ مختاراً كما يُنْتقى التِّبْرُ
وله من الطويل:
أيذهَبُ هذا الدهرُ لم يُرَ مَوْضِعي
... ولم يُدْرَ ما مِقدارُ حَلّي ولا عَقْدِي
ويَكْسِدُ مثلي وهْوَ تاجرُ سؤددٍ
... يَبيعُ ثميناتِ المكارِمِ والمَجْدِ
سوائرُ شِعرٍ جامعٍ بِدَدَ العُلى
... تعلَّقنَ من قَبلي وأتعبْنَ مَن بَعْدي
يقدِّرُ فيها صانعٌ مُتعمِّلٌ
... لأحكامِها تقديرَ "داودَ" في السَّرْدِ
وله من الكامل:
للهِ يَسهرُ في مديحِكَ ليلَهُ
... مُتَمَلْمِلاً، وتَنامُ دونَ ثَوابِهِ
يَقْظانَ يَنْتحِلُ الكلامَ كأنهُ
... جيشٌ لديهِ يُريدُ أَنْ يَلْقَى بِهِ
فأتى بهِ كالسيفِ رَقَرَقَ صَيْقَلٌ
... ما بَيْنَ قائمٍ سِنْخِهِ وذُبابِهِ
ومن نادر وصفه للبلاغة قوله من الخفيف:
في نظامٍ من البلاغةِ ما شَكَّ
... (م) أمْرُؤٌ أنه نظامُ فَريدِ
وبَديعٍ كأنه الزَّهَرُ الضاحكُ
... (م) في رَوْنَقِ الربيعِ الجَديدِ
مُشْرِقٌ في جوانب السمع ما يُخْـ
... ـلِقُهُ عَوْدُهُ على المُسْتَعيدِ
حُجَجٌ تُخْرِسُ الألدَّ بألفا
... ظِ فُرادى كالجوهرِ المعْدودِ
ومَعانٍ لو فصَّلَتْها القوافي
... هجَّنَتْ شعر "جَروَلٍ" و"لَبيدِ"
حُزْنَ مستعمَلَ الكلام اختياراً
... وتجَنَّيْنَ ظلمةَ التعقيدِ
وركبن اللفظ القريبَ فأَدْرَكْـ
... ـنَ بهِ غايةَ المرادِ البَعيدِ
كالعَذارَى غَدَوْنَ في الحُلَلِ الصُّفْـ
... ـرِ إِذا رُحْنَ في الخطوط السودِ