غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} المائدة: 64، وقال: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِيِنِه} الزمر: 67، وقال: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} طه: 46
... وقَالَ: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} النور: 35، وقال: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} البقرة: 255، وقال: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} الحديد: 3 ومثل هذا في القرآن كثير: فهو تبارك وتعالى نور السماوات والأرض كما أخبر عن نفسه، وله وجه ونفس وغير ذلك كما وصف به نفسه، ويسمع ويرى ويتكلم، الأول ولا شيء قبله والآخر الباقي إلى غير نهاية، لا شيء بعده، والظاهر العالي فوق كل شيء
... وهو بكل شيء عليم (1)، قيوم حي لا تأخذه سنة ولا نوم" (2).
قلت: وبعد هذه المقدمة يسوق المؤلف رحمه الله الأحاديث الدالة على إثبات الصفات ثم يختمها بقوله:
"فهذه صفات ربنا التي وصف بها نفسه في كتابه، ووصفه بها نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وليس في شيء منها تحديد ولا تشبيه ولا تقدير، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى: 11 لم تره العيون فتحده كيف هو كينونته (كذا)؟ لكن رأته القلوب في حقائق الإيمان به" (3).
قول الحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت: 463):
قال رحمه الله في رسالته "الصفات": "
... وأما الكلام في الصفات فإن ما روي منها في السنن الصحاح، فمذهب السلف رضي الله عنهم إثباتها وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، والأصل في هذا أن