وهو على ذلك ضعيف، يعني حذف الهاء ليس كحسنة في الهاء التي في الصلة، لأنه في موضع ما هو من الاسم وما يجري عليه، وليس منقطع منه خبراً منفياً ولا مبتدأ، فضارع ما يكون تمام الاسم، وإن لم يكن تماماً له ولا منه في النداء، وذلك قولك: هذا رجل ضربته، والناس رجلان رجل أهنته ورجل أكرمته.
قلت: حذف الهاء في الصلة مستحسن جداً، وهو في التنزيل كثير كقوله: (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) «1» أي: هداهم الله.
وقال: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) «2» أي: يدعونهم.
وقال: (فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ) «3» أي: اتخذوهم من دون الله، وما أشبه ذلك.
وفي الخبر قبيح جداً، لم يأت إلا في موضع واحد، وذلك في قراءة ابن عامر:
(وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى) «4» أي: وعده الله الحسنى.
وحذفها من الصفة منزلة بين المنزلتين، وفي الكتاب كما نقلته لك.
وقد قدمنا مجيئه في آي شتى، فوجب أن يكون حذفها من الصفة كحذفها من الصلة.
فمن هاهنا تردد كلامه في قوله: (مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ) «5» فحمله مرة على حذف «منها» ومرة على البدل.