و {مَنِ} في قوله: {مَنِ اتَّبَعَ}: تحتمل أن تكون موصولة وما بعدها صلتها، وقد جوز أن يكون الضمير في {بِهِ} للرسول، فيكون {يَهْدِي} حالًا منه، أو المنوي في {يُبَيِّنُ}. وأن تكون موصوفة وما بعدها صفتها، والضمير في {بِهِ} للكتاب، وفي {رِضْوَانَهُ} لله جل ذكره. والرضوان بكسر الراء وضمها لغتان، وقد قرئ بهما (1).
و{وَيُخْرِجُهُمْ}: عطف على {يَهْدِي} وحكمه في الإِعراب حكمه.
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)}:
قوله عز وجل: {قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ} (مَن) استفهامُ تقرير في موضع رفع بالابتداء، وخبره {يَمْلِكُ}، أي: قل لهم: فمن يمنع من قدرته ومشيئته إن أراد أن يهلك المسيح وأمه؟
{وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}: عطف عليهما، وأراد بعطف (من) عليهما تنبيهًا على أنهما مخلوقان كمن في الأرض، لا تفاوت بينهما وبينهم في البشرية والعبودية.
و{جَمِيعًا}: منصوب على الحال من المستكن في الظرف حملًا على معنى (مَن)، ولك أن تجعله حالًا من المسيح وأمه ومن في الأرض، والعامل على الوجه الأول: الظرف، وعلى الثاني: {أَنْ يُهْلِكَ}.
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ