{إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)}
{يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ}: في موضع الحال أيضًا من الضمير المجرور في {فِيهَا}.
واللام مِن {لِلَّذِينَ هَادُوا} متعلقة بقوله: {يَحْكُمُ}، أي: يحكم بأحكام التوراة النبيون للدَّين هادوا. وقيل: هي متعلقة بقوله: {فِيهَا هُدًى وَنُورٌ}، كأنه قيل: أنزلنا التوراة فيها هدى ونور للدَّين هادوا (1). {وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ} عطف على {النَّبِيُّونَ}.
{بِمَا اسْتُحْفِظُوا}: قيل: بدل من {بِهَا} في قوله: {يَحْكُمْ بِمَا}، وقد أعيد الجار لطول الكلام، وهو جائز أيضًا وإن لم يطل الكلام (2).
وقيل: الباء متعلقة بما في (الربانيين والأحبار) من معنى الفعل، كأنه قيل: العالمون بما أنزل (3). و (ما): موصولة.
و{مِنْ كِتَابِ اللَّهِ}: حال من العائد المحذوف إلى (ما)، أي: بما استُحفظوه كائنًا منه، و {عَلَيْهِ} متعلقة بشهداء، والضمير في {عَلَيْهِ} للكتاب.
{وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)}:
قوفه عز وجل: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ}، (أَنَّ) في موضع نصب بـ {كَتَبْنَا}. و {بِالنَّفْسِ} في موضع رفع بخبر {أَنَّ}، أي: وكتبنا عليهم فيها أن النفس مأخوذة بالنفس مقتولة بها إذا قتلتها بغير حقٍّ.