مجتهدين، ثم أقيم الفعل المضارع مقامه، ثم أضمر وجعل المصدر دليلًا عليه، كقولك: إنما أنت سيرًا، تريد: تسير سيرًا.
ويجوز أن ينتصب على المصدر، والعامل فيه إما {أَقسَمُوا} وهو من معناه لا من لفظه، أو فعل دل عليه {أَقسَمُوا}، كأنه قيل: اجتهدوا جهد أيمانهم.
وكسرت إن من {إِنَّهُمْ}، لأن اللام في خبرها؛ ولأنها جواب القسم.
وقوله: {حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} قيل: من جملة قول المؤمنين، أي: بطلت أعمالهم التي كانوا يتكلفونها في رأي أعين الناس، أو من قول الله عز وجل شهادةً لهم بحبوط الأعمال (1).
والجمهور على كسر الباء من (حبِطت)، وهو اللغة المشهورة، وقرئ: بفتحها (2) وهو لغية.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)}:
قوله عز وجل: {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} (مَن) شرطية في موضع رفع بالابتداء وخبره فعل الشرط.
وقرئ: (يرتدَّ) بفتح الدال وتشديدها، وأصله يرتدد، فأدغمت الدال الأولى في الثانية، وحركت الثانية لالتقاء الساكنين، وإنما حركت بالفتح طلبًا للخفة مع ثقل التضعيف، ويجوز كسرها على أصل التقاء الساكنين.