{مِنْهُمْ} في موضع نصب على الحال من الضمير في {كَفَرُوا}، و (من) للبيان، كالتي في قوله: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} (1)، ويحتمل أن تكون للتبعيض، على معنى: ليمسن الذين بقوا على الكفر منهم؛ لأن كثيرًا منهم تابوا.
{أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74)}:
قوله عز وجل: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ} إنما دخلت {إِلَى} بعد {يَتُوبُونَ}؛ لأن التوبة بمعنى الرجوع، والهمزة للتقريع والتوبيخ.
{مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)}:
قوله عز وجل: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} محلها الرفع على الصفة لرسول، أي: ما هو إلّا رسول من جنس الرسل الذين خلوا من قبله أتى بالعلامات الدّالة على صدق نبوته كما أتوا بها.
وقوله: {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} ابتداء وخبر. وصدِّيق فِعِّيل من أبنية المبالغة كسِكّيت وشِرّيب.
{كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ}: جملة مستأنفة لا محل لها من الإِعراب، أخبر الله تعالى عنه بأنه رسول كغيره من الرسل، وعن أمه بأنها صديقة، ثم أخبر عنهما بأكل الطَّعام تصريحًا ببعدهما عما نسب إليهما (2).
وقوله: {أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (أنّى) سؤال عن الجهات، وهو منصوب بـ