فالصلة بالفعل والفاعل: الذي ضرب زيد، فالذي اسمٌ موصول مبتدأ، وضرب صلته، وفيه ذكر يعود إلى الذي، وهو مع ذلك الذكر جملةٌ من فعل وفاعل، وكذا قولك: الذي ضربتُه زيدٌ، لأن (ضربتُ) وإن كان فعلًا لك، فإنه قد تضمن العائد إلى الذي وهو الهاء، فلذلك جاز أن يكون صلة للذي.
والصلة بالمبتدأ والخبر: الذي أخوه منطلق.
وبالظرف: الذي في الدار، والذي خلفك. والظرف على ضربين: مكاني وزماني:
فالمكاني: أَعَمُّ تصرفًا في الإخبار من الزماني، لكونه يكون خبرًا عن الأشخاص والأحداث.
والزماني: أخص، لأنه يكون خبرًا عن الأحداث دون الأشخاص.
وإنما لم يجز أن يكون ظرف الزمان خبرًا عن الأشخاص نحو قولك: زيد يوم الجمعة، لعدم الفائدة في ذلك، لأن أحوال الأشخاص مع الأزمنة حال واحدة، ألا ترى أن زيدًا يوم الجمعة هو الذي كان يوم السبت؟ وليس يقع يومًا وينقطع يومًا كالأحداث، نحو: القتال والخروج وشبههما، فإن قلتَ: خرج يوم الجمعة، جاز لأن خروجه قد يختص ببعض الأوقات، فهو بمنزلة أن تقول: القتالُ يومَ الجمعة، لأنه لا يكون في كل وقت.
وجاز أن تقول: أين زيد؟ لأن حال الأشخاص تتغير مع الأمكنة، فيكون تارة في الدار، وأخرى في المسجد، وثالثة في السوق.
وبالشرط والجزاء: الذي إن تُكْرِمْهُ يكرمْكَ، ولو عَرَّيْتَ الصلة من الذكر العائد إلى الموصول لم يجز، لا تقول: جاءني الذي زيد خارج، ولا: جاءني الذي قام عمرو؛ لأن الجملة إذا لم تتضمن ما يعود إلى الموصول لم يكن بينهما نسب، ولم يحصل المقصود، كما لم يحصل في الخبر، نحو: عمرو زيدٌ منطلق.