فإن قلت: لم خص الإطعام بالذكر دون غيره من الإنعام؟ قلت: قيل: لأن الحاجة إليه أشد (1).
وقوله: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ} (من) موصوف وما بعده صفته، أي: قيل لي: كن أول فريق أسلم من هذه الأمة؛ لأن رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سابقُ أُمَّتِهِ في الإسلام، كقوله: {وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (2).
{وَلَا تَكُونَنَّ}: أي وقيل لي: لا تكونن من المشركين، والمعنى: أمرت بالإِسلام ونهيت عن الشرك.
{قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}:
قوله عز وجل: {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} أي: إن عصيته فيما أُمرت به ونُهيت عنه. واختلف في محل قوله: {إِنْ عَصَيْتُ} من الإِعراب على وجهين:
أحدهما: لا محل له؛ لأنه اعتراض بين الفعل ومعموله، كالفصل بـ (هو) بين المبتدأ وخبره.
والثاني: محله النصب على الحال، أي: إني أخاف عاصيًا ربي. وعلى الوجهين: جواب الشرط محذوف.
{مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16)}:
قوله عز وجل: {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ} (من) شرط ومحله الرفع على الابتداء والخبر فعل الشرط، أو الجواب.
وقرئ: (من يُصرَف) بضم الياء وفتح الراء على البناء للمفعول، والقائم