قوله عز وجل: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} في موضع رفع بالابتداء، والخبر {يَعْرِفُونَهُ}. والهاء في {يَعْرِفُونَهُ} تعود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، على معنى: يعرفونه بحليته ونعته الثابت في الكتابين، كما يعرفون أبناءهم بحلاهم ونعوتهم.
والكاف في {كَمَا}: في موضع نصب نعت لمصدر محذوف، و (ما) مصدرية، أي: يعرفونه معرفة مثل معرفتهم أبناءهم. أو على الكتاب، على معنى: يعرفون ما فيه، مما يدل على صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما جاء به.
وقوله: {الَّذِينَ خَسِرُوا} محله الرفع على الابتداء، أو النصب على الذم، وقد ذكر نظيره قبيل (1).
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21)}:
قوله عز وجل: {وَمَنْ أَظْلَمُ} (من) استفهام في موضع رفع بالابتداء، وخبره {أَظْلَمُ} أي: لا أحد أظلم منه، و {كَذِبًا} نصب بـ {افْتَرَى}.
وقوله: {إِنَّهُ} الهاء ضمير الشأن والحديث.
{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22)}:
قوله عز وجل: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ} في ناصبه وجهان:
أحدهما: محذوف تقديره: واذكر يوم نحشرهم، أو: واحذروا ذلك اليوم، أي: هوله، أو ويوم نحشرهم كان كيت وكيت.
والثاني: {الظَّالِمُونَ} (2)، على معنى: لا يفلح الظالمون في الدنيا ولا