قلت: أرأيتك زيدًا ما صنع، كان زيد غير المخاطب، ولا هو بدل منه؛ لأن المظهر لا يبدل من المخاطب.
واختلف في مفعولي (أرأيت):
فقيل: {إِنْ} وما تعلق بها في موضع المفعولين لرأيت، وقيل: كلاهما محذوف دل عليه قوله: {أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ}، والتقدير أرأيتكم عبادتكم الأصنام هل تنفعكم عند إتيان الساعة؟
وقيل: هذا لا يحتاج إلى مفعول؛ لأن معناه أخبروني، وإنما يحكم على موضع ما وقع بعده بالنصب، كقولك: أخبرني عما فعل زيد. قلت: وهذا راجع إلى معنى الوجه الأول.
وقيل: محذوف تقديره: أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة مَن تدعون عند نزول الشدائد؟
ثم بَكَّتهم بقوله: {أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ}؟ بمعنى: أتخصون آلهتكم بالدعوة فيما هو عادتكم إذا أصابكم ضر، أم تدعون الله دونها بل إياه تدعون، بل تخصونه بالدعاء دون الآلهة؟
و{أَغَيْرَ} منصوب بتدعون. و {إِيَّاهُ} (1) بتدعون الذي بعده.
{بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}:
قوله عز وجل: {فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ} (ما) يحتمل أن يكون موصولًا، وأن يكون موصوفًا، وهو منصوب بيكشف.
و{إِلَيْهِ}: متعلق بتدعون، والضمير في {إِلَيْهِ} لـ {مَا}، أي: ما تدعون الله إليه، أي: إلى كشفه.