أحدها: أن تكون كافة، ليحسن بعدها وقوع المعرفة والفعل، لأن رب تجر ما بعدها، ولا تدخل على المعرفة، ولا على الفعل، فلما لحقتها (ما) كفتها عن عملها، وحسن دخولها عليهما في نحو: ربما زيد قائم، وربما قام زيد، وربما رجل قام، فكفتها عن عملها كما ترى، ولما كانت رب إنما تأتي لما مضى، وجب أن تكون (ربما) كذلك تدخل على الماضي، كقوله:
31 - رُبَّما أوفيتُ في عَلَمٍ
... تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمالاتُ (1)
فأما دخولها على المضارع في نحو قوله عز وجل: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} (2) فالكلام يأتي عليها في موضعها إن شاء الله.
والثاني: أن تكون (ما) في (ربما) زائدة ملغاة، فتجر ما بعدها بربّ، تقول: ربما رجلٍ أكرمته، وربما طعامٍ أكلته، فتجر ما بعدها بها كما ترى، قال الشاعر:
32 - رُبَّما ضَرْبَةٍ بسيفٍ صقيلٍ
... دُونَ أُخْرَى وَطَعْنَةٍ نَجْلاءِ (3)
جَرّ ضربة بـ (ربَّ) وجعل (ما) لغوًا كما ترى.
والثالث: أن تكون (ما) في ربما نكرة بمعنى شيء، كما قال الشاعر:
33 - رُبَّما تَكْرَهُ النفوسُ من الأَمـ
... ـــر لَهُ فَرْجَةٌ كحَلِّ العِقالِ (4)