وهَلُم: يكون لازمًا بمعنى تعالوا، ومتعديًا بمعنى هاتوا، كقوله جل ذكره: {وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا} (1)، وقوله: {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ}، فاعرفه.
{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)}:
قوله عز وجل: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ} انجزم {أَتْلُ} على جواب شرط محذوف. و {مَا} تحتمل أن تكون موصولة، وأن تكون مصدرية، وهي في كلا التقديرين في موضع نصب بفعل التلاوة، بمعنى: أتل الذي حرمه ربكم، أو تحريم الإِشراك، وبيانه يأتي إن شاء الله.
وقد جَوَّزَ أبو إسحاق أن يكون منصوبًا بـ {حَرَّمَ} بمعنى: أقل أيَّ شيءٍ حَرَّمَ ربُّكم عليكم هذا أم هذا؟ لأن التلاوة من القول (2).
و{مَا} على هذا تكون استفهاميةً، و {عَلَيْكُمْ} يحتمل أن يكون من صلة التلاوة، وأن يكون من صلة التحريم.
وقوله: {أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} في أن وجهان:
أحدهما: أنها مفسرة بمعنى أيْ، فلا يكون لها موضع من الإِعراب على هذا.
والثاني: أنها الناصبة للفعل، وفي موضعها وجهان: أحدهما - الرفع على: ذلك ألا تشركوا، أي: المتلو ألا تشركوا، أو المحرم أن تشركوا،