الذي يُتَّقَى به النظر (1).
وأضيف اللباس إلى التقوى، كما أضيف إلى الجوع والخوف في قوله تعالى: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ} (2).
وقوله: {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} الإِشارة إلى إنزال اللباس، أي: ذلك من آيات الله الدالة على فضله وإحسانه على عباده.
{يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28)}
قوله عز وجل: {كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ} الكاف في موضع نصب على النعت لمصدر محذوف، أي: فتنة مثل فتنة أبويكم بالإِخراج.
وقوله: {يَنْزِعُ عَنْهُمَا} في محل النصب على الحال من المستكن في {أَخْرَجَ}، أي: أخرجهما نازعًا عنهما لباسهما، بأن كان سببًا في أن نزع عنهما، وينزع حكاية حال قد وقع؛ لأن نَزْعَ اللباسِ عنهما كان قبل الإِخراج.
وقوله: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ} تعليل للنهي وتحذير من فتنته، والنهي في اللفظ للشيطان، والمعنى: لا تتبعوه فيفتنكم، وقد ذكر نظيره فيما سلف في غير موضع، ونعوذ بالله من عدو يراك ولا تراه، وعن بعض السلف: إن عدوًا يراك ولا تراه لشديد المؤنة إلَّا مَن عصم الله (3).
والجمهرو على رفع قوله: {وَقَبِيلُهُ} عطفًا على المستكن في {يَرَاكُمْ} المؤكد بـ {هُوَ} ليحسن العطف عليه، وقرئ بالنصب (4) وفيه وجهان: