كائنين من قومه، وكذا {مِنْهُمْ} في موضع الحال من المستكن في {آمَنَ}.
و{لِمَنْ آمَنَ} بدل من قوله: {لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا} بإعادة الجار، وهو بدل البعض من الكل.
وقد جوز أن يكون الضمير في {مِنْهُمْ} يعود على قومه، فيكون الاستضعاف مقصورًا على المؤمنين، وأن يعود على المستضعفين، فعلى هذا لم يكن الاستضعاف مقصورًا عليهم، بل يعم الفريقين المؤمن والكافر، فاعرفه، فإن فيه أدنى غموض (1).
{فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}:
قوله - عز وجل -: {فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} أصبح: هنا يحتمل أن يكون تامًا بمعنى دخلوا في الصباح، كقولهم: أفجَرنا وأعتمنا، أي: دخلنا في هذين الوقتين، فيكون {جَاثِمِينَ} حالًا من الضمير في قوله: {فَأَصْبَحُوا}، وأن يكون ناقصًا بمعنى صاروا، فيكون {جَاثِمِينَ} الخبر، أي: هامدين لا يتحركون موتى، يقال: الناس جُثمٌ، أي: قعود لا حَرَاك بهم.
وأصل الجثوم: البروك، يقال: جثم يجثُم ويجثِمُ جُثُومًا، إذا برك على ركبتيه، قال الراجز:
230 - * إذا الكُماةُ جَثَموا على الرُّكَبْ (2) *
و{فِي دَارِهِمْ}: متعلق بـ {جَاثِمِينَ}، أي: جاثمين في بلدهم أو في مسكنهم، والمراد به البلاد أو المساكن، وإنما وحد على إرادة الجنس.