والعامل في الحال الاستقرار؛ لأنه هو العامل في ذي الحال، والتقدير: إن الأرض استقرت له موروثًا لها من يشاء من عباده.
وقوله: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} الجمهور على رفع العاقبة على الاستئناف، وقرئ: بالنصب (1) عطفًا على {الْأَرْضَ}.
{قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)}:
قوله عز وجل: {فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} عطف على ما قبله.
قال أبو إسحاق: والمعنى: فيرى ذلك بوقوعه منكم؛ لأن الله جل ذكره لا يجازيهم على ما يعلمه منهم، إنما يجازيهم على ما يقع منهم (2).
{وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130)}:
قوله عز وجل: {بِالسِّنِينَ} فتحت النون لأنها نون جماعة، كالتي في نحو: الزيدِينَ، وعليه جلّ العرب، ومنهم من يجعل الإِعراب في النون.
وحَكَى الفراء عن بني عامر: أقمت عنده سنينًا، مصروفًا (3)، وكسرت السين إيذانًا بأنها جمعت على غير القياس، وأنها ليست بجمع السلامة الحقيقي؛ لأن جمع السلامة الحقيقي لا يكون فيه تغيير البتة، وقد ذكرتُ في "البقرة" عند قوله: {لَمْ يَتَسَنَّهْ} أصلَ سنةٍ وما قيل فيها (4).
قال أبو إسحاق: والسنون في كلام العرب: الجدوب، يقال: مستهم