وتحريم العروق في اللحم، وتحريم السبت على ما فسر (1).
وقوله: {وَعَزَّرُوهُ} الجمهور على تشديد الزاي بمعنى عظّموه، والتعزير: التعظيم والتوقير. وقرئ: (وعزَروه) بتخفيفها (2)، بمعنى: منعوه وحجزوه عن السوء، وأصل العزر: المنع، ومنه التعزيرُ في الأدب؛ لأنه يمنع من معاودة القبيح.
وقوله: {مَعَهُ} فيه وجهان:
أحدهما: من صلة {أُنْزِلَ}، بمعنى: أنزل مع نبوته؛ لأن استنباءه كان مصحوبًا بالقرآن مشفوعًا به.
والثاني: من صلة (اتَّبَعُوا) بمعنى: واتبعوا القرآن مع اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - والعمل بسنته وبما أمر به ونهى عنه، أو واتبعوا القرآن كما اتبعه مصاحبين له في اتباعه، قاله الزمخشري (3).
وقوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} خبر قوله: {فَالَّذِينَ آمَنُوا}. ونهاية صلة الموصول: {مَعَهُ}.
{قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159)}:
قوله عز وجل: {جَمِيعًا} نصب على الحال من {إِلَيْكُمْ}، وعاملها ما في الرسول من معنى الرسالة.