تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ} أي: واذكر إذ أخذ. و {مِنْ ظُهُورِهِمْ} بدل من بني آدم بإعادة الجار، وهو بدل البعض من الكل، وقد مضى الكلام على الذرية في "البقرة" بأشبع ما يكون (1).
وقوله: {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} عطف على {أَخَذَ}، فيكون موضعه جرًا، أي: اذكر وقت أخذ ربك وإشهاده، ويحتمل أن يكون حالًا وقد معه مرادة، وذكر نظيره قبيل (2).
وقوله: {أَنْ تَقُولُوا} مفعول من أجله، وفيه وجهان:
أحدهما: متعلق بقوله: {وَأَشْهَدَهُمْ} أي: أشهدهم على أنفسهم كراهة أن تقولوا، أو لِئلَّا تقولوا.
والثاني: متعلق بقوله: {شَهِدْنَا} وذلك أن الله تعالى لما أخرج ذرياتهم من أصلابهم وأشهدهم على أنفسهم: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} قال الله عزَّ وجلَّ للملائكة: اشهدوا، فقالوا: {شَهِدْنَا}.
و: {أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إلى قوله: {بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} هذا كله من قول الملائكة، فيوقف على {بَلَى} على هذا الوجه، ولا يوقف عليه على الأول.
وقرئ: (أن تقولوا)، (أو تقولوا) بالتاء فيهما النقط من فوقه (3) على الخطاب حملًا على ما قبله، وهو قوله: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ}.