قوله عزَّ وجلَّ: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ} (فلا هادي له) في موضع جزم على جواب الشرط.
وقوله: {وَيَذَرُهُمْ} قرئ بالياء والنون، والجزم، والرفع (1):
أما الياء فلقوله: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ}.
وأما النون: فعلى إخبار الله عن نفسه بلفظ الجمع لعظمته.
وأما الجزم: فعلى العطف على محل {فَلَا هَادِيَ لَهُ}، كأنه قيل: من يضلل الله لا يهده أحد، ومثله في الحمل على المحل قوله تعالى: {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} (2) على قراءة من جزم (3).
وأما الرفع: فعلى الاستئناف والقطع عما قبله.
وقوله: {يَعْمَهُونَ} في موضع الحال، والعَمَهُ: التحيّر والتردد، وقد عَمِهَ بالكسر يعمَهُ، فهو عَمِهٌ وعامِهٌ، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (4)، والجمع: عُمَّهٌ.
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} (عن الساعة) من صلة السؤال.