وقوله: {لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (عند ربهم) يحتمل أن يكون ظرفًا للظرف، وأن يكون نعتًا لدرجات.
{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6)}:
قوله عز وجل: {كَمَا أَخْرَجَكَ} في محل الكاف وجهان:
أحدهما: النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، ثم في ذلك المصدر أقوال وتقديرات:
- أحدها: تقديره: الأنفال استقرت لله والرسول وثبتت مع كراهتهم ثباتًا مثل ثبات إخراج ربك إياك من بيتك بالحق وهم كارهون، والمعنى: تنفل من شئت وإن كرهوا كما أخرجك ربك من بيتك وإن كرهوا، يعني بيته بالمدينة أو المدينة نفسها؛ لأنها مهاجرهُ ومسكنهُ - صلى الله عليه وسلم -.
- والثاني: امض لأمر الله في الأنفال مضاء مثل مضائك لأمره في الخروج وهم له كارهون، وكلا القولين بمعنًى وإن اختلفا في اللفظ والتقدير.
- والثالث: نعت لحق (1)، أي: أولئك هم المؤمنون حقًّا مثل إخراج ربك من بيتك بالحق.
- والرابع: وأطيعوا الله ورسوله إطاعة مثل ما أخرجك ربك من بيتك.
- والخامس: يجادلونك في الحق جدالًا مثل ما أخرجك، أي: مثل ما كرهوا إخراجك بالحق؛ لأن فيه هذا المعنى وإن قدم ذكر الإِخراج.
- والسادس: وهم كارهون كراهة مثل كراهتهم إخراج ربك إياك من بيتك.
والثاني: الرفع على أنه مبتدأ محذوف وتقديره: هذه الحال مثل حال