حذف، أي: عاهد فقال: لئن آتانا، وقيل: ليس في الكلام حذف، وعاهد بمعنى قال؛ لأن العهد قول (1).
وقوله: {لَنَصَّدَّقَنَّ} الأصل: لنتصدقن، أدغمت التاء في الصاد بعد قلبها صادًا، وأغنى جواب القسم عن جواب الشرط.
وقرئ: (لنصدقَنْ ولنكونَنْ) بالنون الخفيفة فيهما (2).
وقوله: {وَهُمْ مُعْرِضُونَ} في موضع الحال من الضمير في (تَوَلَّوا).
وقوله: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ} اختلف في المنوي في {فَأَعْقَبَهُمْ}:
فقيل: للبخل (3)، بمعنى: أورثهم البخل نفاقًا متمكنًا في قلوبهم؛ لأنه كان سببًا فيه وداعيًا إليه، من قولهم: أكل أكلة أعقبته سُقمًا، أي: أورثته.
وقيل: للتولي (4)، بمعنى: أحدث لهم توليهم عن الطاعة نفاقًا متمكنًا في قلوبهم عاقبة فعلهم، من قولهم: أعقبني هذا الفعل نَدَمًا، إذا أحدثه عقيبهُ.
وقيل: لله عز وجل (5)، بمعنى: جعل عاقبةَ فعلهم نفاقًا في قلوبهم، من قولهم: أعقبه ندامة، أي: صيَّرَ عقيب أمره ذلك.
وقوله: {إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ} الهاء في {يَلْقَوْنَهُ} للبخل أو للتولي، بمعنى: يلقون جزاء بخلهم أو جزاء توليهم، أو لله عز وجل على الوجه الثالث.