والصلاة في اللغة: الدعاء، والمعنى: ادع لهم فإن دعاءك سكن لهم، أي: تسكن إليه نفوسهم، وتطيب به قلوبهم.
والسكن: كلّ ما سكنتَ إليه، وهو فَعَلٌ بمعنى مفعول.
{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {هُوَ يَقْبَلُ} ابتداء وخبر، ولك أن تجعل {هُوَ} فصلًا.
وليس قول من قال: ولا يجوز أن يكون {هُوَ} فصلًا؛ لأنَّ {يَقْبَلُ} ليس بمعرفة ولا قريب منها (1)، بمستقيم؛ لأنَّ النحاة قد أجازوا: كان زيد هو يقول ذاك، أن يكون (هو) فصلًا إذا كان الخبر مضارعًا، فإن كان بدلَ يقول (قائل) أو (قالو) لم يجيزوا أن يكون (هو) فصلًا لسببٍ ذكرته في أول "البقرة" عند قوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} فأغنى عن الإعادة هاهنا (2).
وفي معنى التخصيص والتأكيد في (هو) هنا وجهان:
أحدهما: لتخصيص أنَّ الله من شأنه قبول توبة التائبين.
والثاني: لتخصيص أن ذلك ليس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إنما الله هو الذي يقبل التوبة ويردها فاقصدوه بها ووجهوها إليه.
{وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ} ارتفع {وَآخَرُونَ} بالعطف على: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا} (3).