{وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48)}:
قوله عز وجل: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ} الفاء جواب {نَتَوَفَّيَنَّكَ}، وجواب {نُرِيَنَّكَ} محذوف، والتقدير: وإما نرينك يا محمد بعض الذي نَعِدُ هؤلاء المشركين من العذاب في الدنيا فذاك، أو نتوفينك قبل أن نريك إيَّاه، فنحن نريكه في الآخرة.
قال أبو إسحاق: أَعْلَمَ اللهُ أنه إن لم ينتقم منهم في الدنيا ينتقم منهم في الآخرة (1).
وقوله: {ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ} فيه وجهان:
أحدهما: ذُكرتِ الشهادة والمراد مقتضاها ونتيجتها وهو العقاب، كأنه قال: ثم الله معاقِبٌ على ما يفعلون.
والثاني: أن يراد أن الله مؤدّ شهادتَهُ على أفعالهم يوم القيامة حين يُنْطِقُ جلودَهُم وألسنَتَهُم وأيديهم وأرجلَهم شاهدةً عليهم (2).
وقرئ في غير المشهور: (ثَمَّ) بالفتح (3)، أي: هنالك.
{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)}: