للتوكيد، ولا يجوز عطفه على {ذَرَّةٍ}؛ لأن الذرة لا محل لها غير لفظها، بخلاف {مِنْ مِثْقَالِ}؛ لأن له محلًا غير لفظه، فاعرف ما بينهما من الفرقان.
والذي في "سبأ" يُذْكَر ثَمَّ إن شاء الله (1).
و{ذَلِكَ} في قوله: {مِنْ ذَلِكَ} إشارة إلى {مِثْقَالِ ذَرَّةٍ}.
{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}:
قوله عز وجل: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ} (ألا) افتتاح كلام، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (2).
وقوله: {الَّذِينَ آمَنُوا} (الذين) إمّا موصول باسم ثم {إِنَّ} على أنه بدل منه، أو صفة له إمَّا على اللفظ، وإمّا على الموضع؛ لأن معنى الابتداء مراعى في اسم إنَّ ولكنَّ دون سائر أخواتهما، أو منصوب على المدح، أو مرفوع إمَّا على الابتداء، والخبر {لَهُمُ الْبُشْرَى}، أو على: هم الذين، أو مجرور على البدل من الضمير في {عَلَيْهِمْ}.
وقوله: {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} من صلة {الْبُشْرَى}، ويجوز أن يكون حالًا إمَّا من {الْبُشْرَى}، أو من المنوي في {لَهُمُ}.
وقوله: {ذَلِكَ} إشارة إلى ما ذكر من الوصف والإخبار.
{وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)}:
قوله عز وجل: {إِنَّ الْعِزَّةَ} الجمهور على كسر (إن) على الاستئناف.