وقيل: هو هذه الجملة (أسحر هذا) (1)، فهذا: مبتدأ و (أسحر) الخبر.
{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78) وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}:
قوله عز وجل: {أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا} أي: لتصرفنا وتعدلنا، يقال: لَفَتَه يلفته لفتًا، إذا صرفه، واللفت: الصرف، وقيل: هو مقلوب فتل (2).
وقيل: اللفت والفتل أخوان، ومطاوعهما الالتفات والانفتال (3).
وقوله: {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ} عطف على قوله: {لِتَلْفِتَنَا}. و {الْكِبْرِيَاءُ} اسم تكون، و {لَكُمَا} الخبر.
و{فِي الْأَرْضِ} يحتمل أن يكون من صلة الاستقرار، وهو ما تعلق به {لَكُمَا}، وأن يكون حالًا من المنوي في {لَكُمَا}، وقد جوز أن يكون من صلة {الْكِبْرِيَاءُ} (4).
والكبرياء: المُلْك والعظمة؛ لأن الملوك موصوفون بالكبر والعظمة. والكبر، والكبرياء، والعظمة، نظائر في اللغة.
قال أبو إسحاق: وإنَّما سميت الملك كبرياء؛ لأنه أكبر ما يطلب من أمر الدنيا (5).
والجمهور على التاء في {وَتَكُونَ} النقط من فوقه، لأجل تأنيث {الْكِبْرِيَاءُ}، وقرئ: بالياء (6)؛ لأن التأنيث غير حقيقي، أو للفصل.