{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ} (1) و {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} (2).
وقوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (على) متعلقة بقدير، والشيء: ما صح أن يُعْلَمَ ويُخْبَرَ عنه، قال صاحب الكتاب رحمه الله: وإنما يخرج التأنيث من التذكير، ألا ترى أن الشيء يقع على كل ما أُخبر عنه من قَبْل أن يُعلم أَذَكَرٌ هو أم أُنثى؟ والشيء مذكر (3).
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)}:
قوله عز وجل: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ}، قيل: (يا) صوتٌ يَهْتِفُ به الشخصُ بمن يناديه، وهو حرف وُضع في أصله لنداء البعيد، ثم استعمل في مناداة من سَهَا وغَفَل وإن قرب، تنزيلًا له منزلة من بَعُدَ، فإذا نودي به القريبُ المفاطِنُ، فذاك للتأكيد المُؤْذِنِ بأن الخطاب الذي يتلوه مَعْنِيٌّ به جدًّا.
وأما نداء القريب فله: أي، والهمزة. و (أيُّ): وصْلَةٌ إلى نداء ما فيه الألف واللام، وهو اسم مبهم مُفرَد مَعرِفة بالنداء، مبني على الضم، مُفتقِر إلى ما يوضحه ويزيل إبهامه، فلا بد أن يردفه اسم جنس، أو ما يجري مجراه يتصف به كالناس، والرجل، والمرأة، والقارئ، والكاتب وما أشبه هذا، حتى يَصِحّ المقصود بالنداء.
والذي يعمل فيه حرف النداء هو: (أيُّ)، والاسم التابع له هو صفته، كما أن قولك: يا زيدُ الظريفُ، ويا عمرُو العاقل كذلك، غير أن (أَيًّا) لا يستقل بنفسه استقلالَ زيدٍ وعمرٍو، فلا بد له من التابع، ولهذا أجمع الجمهور على رفع التابع، لأنه هو المقصود بالنداء، وإنما جيء به لما ذكرتُ.
وها: حرف تنبيه، وهي عِوَضٌ مما يستحقه من الإضافة، و {النَّاسُ}: