{وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45)}:
قوله عز وجل: {يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ} أي: اشربي ما عليك من الماء، أي: أدخليه في أجزائك بسرعة شيئًا فشيئًا، يقال: بَلِعتُ الماء أبلَعه بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر بلعًا، إذا أدخلتَهُ في حلقك. وعن الفراء: بلَعته بالفتح (1).
وقوله: {وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي} أي: أمسكي عن إنزال المطر، والإقلاع: الإمساك والكف عن الشيء، يقال: أقلع المطر، وأقلع فلان عما كان عليه، وأقلعتْ عنه الحمّى.
{وَغِيضَ الْمَاءُ} أي: نقص، يقال: غضت الماء، إذا نقصته، وغاض الماء يغيض غيضًا، إذا قلّ ونضب، يتعدى ولا يتعدى.
{وَقُضِيَ الْأَمْرُ} أي: فرغ منه، وهو إنجاز ما وعد الله نوحًا عليه السلام من إهلاك من هلك من قومه، وإنجاء من نجا منهم.
وقوله: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} الجمهور على تشديد ياء الجودي على الأصل، وقرئ: بالتخفيف (2) كراهة التضعيف.
والمعنى: استقرت السفينة على الجودي، وهو جبل بناحية الموصل.
وقوله: {وَقِيلَ بُعْدًا} انتصابه على المصدر، يقال: بعِد يبعَد - بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر - بُعْدًا وبَعَدًا، إذا أرادوا البعد البعيد من