و (استعمركم فيها): جعلكم عُمَّارها. وقيل: استعمركم من العُمر، نحو استبقاكم من البقاء (1).
{قَالُوا يَاصَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)}:
قوله عز وجل: {أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ} أي: عن أن نعبد، والاستفهام بمعنى الإنكار.
و{مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا}: حكاية حالة ماضية، و {مَا}: موصول في موضع نصب بقوله: {أَنْ نَعْبُدَ}.
وقوله: {مُرِيبٍ} المريب: الموقع في الريبة، يقال: أرابه، إذا أوقعه في الريبة، وهي قلق النفس، وانتفاء الطمأنينة باليقين.
{قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)}:
قوله عز وجل: {غَيْرَ تَخْسِيرٍ} مفعول ثان لـ {تَزِيدُونَنِي}، أي: فما تزيدونني باحتجاجكم إلّا تخسيرًا، وفيه وجهان:
أحدهما: أخسركم، أي: أنسبكم إلى الخسران، وأقول لكم إنكم خاسرون، كقولك: فسّقت الرجل وَزَنّيْتُهُ، إذا نسبته إلى الفسق والزنا.
والثاني: تخسرون أعمالي وتبطلونها.
{وَيَاقَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64)}: