ببعيد منكم، أو وما هم بشيء بعيد، أو بزمان أو مكان بعيد.
{قَالُوا يَاشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)}:
قولٌ عزَّ وجلَّ: {مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا} أي: ما نفهم، والفِقْهُ: الفهم، تقول منه: فَقِهَ الرجل يفقَه - بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر - فِقْهًا، إذا فهم، وحُكي أيضًا في مصدره: فَقَهًا وفقهانًا، وفَقُهَ يَفْقُه بالضم فيهما فَقَاهةً، إذا صار فقيهًا.
وقوله: {لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا} انتصاب قوله: {ضَعِيفًا} على الحال من الكاف؛ لأنَّ الرؤية من رؤية العين.
{قَالَ يَاقَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)} ـ
قوله عزَّ وجلَّ: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا}: اتخذ هنا متعد إلي مفعولين:
أحدهما: الضمير الراجع إلى الله جل ذكره.
والثاني: {ظِهْرِيًّا}، وفي الكلام حذف مضاف، أي: اتخذتم أمره ظهريًا، أي: متروكًا منبوذًا وراء الظهر، كالشيء المنبوذ الذي لا يعبأ به، يقال: اتخذ هذا الأمر وراءه ظهريا، أي: متروكًا منسيًا.
والظهري منسوب إلى الظهر، والكسر من تغييرات النسب، كقولهم في النسب إلى الأمس: إمسِيّ.
و{وَرَاءَكُمْ}: ظرف لاتخذ.
{وَيَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي