قوله عزَّ وَجَلَّ: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} (مَن) في موضع نصب على الاستثناء من المختلفين.
وقوله: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} اللام من صلة {خَلَقَهُمْ}.
واختلف في الإشارة في (ذلك)، فقيل: للرحمة، وقيل: للاختلاف (1).
والوجه أن يكون لكليهما، لأنَّ ذلك يصلِح للاثنين بدليل قوله: {لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} (2). وقوله: ثم {أَجْمَعِينَ} توكيد للفريقين.
{وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ} (كلا) منصوب بـ (نقص)، والتنوين فيه عوض من المضاف إليه، والتقدير: وكل نبأ نقص عليك.
{مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ} بيان لكل وموضح له إيضاح الصفة للموصوف.
وقوله: {مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} (ما) موصولة في موضع نصب على البدل من كلّ، أو رفع على إضمار مبتدأ، أي: هو، والأول أحسن.
وقد جوز أن يكون (كلًّا) منصوبًا على المصدر، {مَا نُثَبِّتُ بِهِ} مفعول {نَقُصُّ} والتقدير: نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك كلّ قصص، أو كلّ اقتصاص، على معنى كلّ نوع من أنواع الاقتصاص (3).
وأن يكون منصوبًا على الحال من {مَا} بمعنى جميعًا، أو من {أَنْبَاءِ