من رفع الأرض أو نصبها للأرض، وأما الضمير في {عَنْهَا} فللآية ليس إلا.
{أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109)}:
قوله عز وجل: {أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ} أي: عقوبة تغشاهم وتشملهم جميعًا.
وقوله: {بَغْتَةً} مصدر في موضع الحال من الساعة.
وقوله: {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} في موضع الحال من الضمير في {أَوْ تَأْتِيَهُمُ}، أي: غير عالمين بإتيانها وقيامها.
وقوله: {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ} مفسر للسبيل، أي: أدعو الناس إلى دينه.
{عَلَى بَصِيرَةٍ}: في موضع الحال من المنوي في {أَدْعُو} أي: محقًا، أو مستيقنًا، والبصيرة: المعرفة التي يميز بها الإنسان الحق من الباطل، يقال: هو على بصيرة من أمره، أي: كأنه يبصره بعينه.
وقوله: {أَنَا} فيه وجهان:
أحدهما: توكيد للمنوي في {أَدْعُو}، {وَمَنِ اتَّبَعَنِي} عطف عليه، على معنى: أدعو إليها أنا ويدعو إليها من اتبعني.
والثاني: {أَنَا} مبتدأ، على أن الكلام قد تم على قوله: {إِلَى اللَّهِ}، {وَمَنِ اتَّبَعَنِي} عطف عليه، والخبر {عَلَى بَصِيرَةٍ}.
وفيه وجه ثالث وهو أن يكون مرتفعًا بقوله: {عَلَى بَصِيرَةٍ} على قول من جعله في موضع الحال من المنوي في {أَدْعُو}، أي: محقًا أو مستيقنًا أنا ومن اتبعني.