و {أَنَّ} في موضع رفع بفعل مضمر، أي: لو وقع لهم أنَّ لهم. و {مَا} اسم {أَنَّ}، و {لَهُمْ} خبرها. و {جَمِيعًا} حال من المنوي في الظرف. و (مثله) عطف على {مَا}. و {مَعَهُ} صفة لـ (مثله). {لَافْتَدَوْا بِهِ} جواب {لَوْ} وفي الكلام حذف، أي: لو أن لهم المذكور، وقيل الفداء، لافتدوا به.
والثاني: أن اللام في {لِلَّذِينَ} متعلقة بقوله: {يَضْرِبُ}، أي: كذلك يضرب الله الأمثال للمؤمنين الذين أجابوا ربهم، وللكافرين الذين لم يجيبوا، أي: هما مثلا الفريقين. و {الْحُسْنَى}: صفة لمصدر {اسْتَجَابُوا}، أي: استجابوا الاستجابة الحسنى.
وقوله: {لَوْ أَنَّ لَهُمْ} كلام مبتدأ في ذكر ما أعد لغير المستجيبين، والوجه هو الأول وعليه الجمهور.
{أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)}:
قوله عز وجل: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ} (مَنْ) مبتدأ، ونهاية صلة الموصول الذي هو (ما): {الْحَقُّ}.
وقوله: {كَمَنْ هُوَ أَعْمَى} خبر المبتدأ الذي هو (مَن).
وقوله: {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ} محل {الَّذِينَ} الرفع، إما على الابتداء وخبره وما عطف عليه: {أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} كقوله: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ} (1) أو على أنه وصف لقوله: {أُولُو الْأَلْبَابِ}، أو على: هم الذين يوفون، أو النصب على المدح.