{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)}:
قوله عز وجل: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} انتصاب {يَوْمَ} على البدل من قوله: {يَوْمَ يَأْتِيهِمْ} (1) فيكون مفعولًا به، أو على الظرف لـ {انْتِقَامٍ}، أي: ينتقم من أعدئه في ذلك اليوم. ولا يجوز أن يكون ظرفًا لـ {مُخْلِفَ} ولا لـ {وَعْدِهِ}، كما زعم بعضهم لوجهين:
أحدهما: أن ما قبل (إنَّ) لا يعمل فيما بعدها.
والثاني: أن المعنى: لا تظن أن الله مخلفُ رسلِه ما وعدهم به من نصرهم وإظهار دينهم، وذلك في الدنيا لا في الآخرة.
ولا يجوز أن يكون ظرفًا لفعل دل عليه قوله: {مُخْلِفَ وَعْدِهِ}، أي: لا يخلف وعده يوم تبدل كما زعم بعضهم، لِما ذكرت آنفًا من أنَّ ذلك في الدنيا لا في الآخرة، ولكن لك أن تنصبه أيضًا بفعل محذوف، أي: اذكر ذلك اليوم، فيكون مفعولًا به كالوجه الأول.
و{غَيْرَ}: مفعول ثان لبدّل، لأنه يتعدى إلى مفعولين، بشهادة قوله سبحانه: {بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} (2)، والأصل: تُبَدَّلُ الأرضُ أرضًا غيرَ الأرض، كما في الآية {جُلُودًا غَيْرَهَا} فحُذف الموصوف وأقيم الوصف مقامه.
وقوله: {وَالسَّمَاوَاتُ} أي: وتبدل السموات غير السماوات، ثم حذف لدلالة ما قبله.
واختلف في تبديل الأرض والسموات:
فقيل: تبدل أرضًا غير هذه، وسماء غير هذه.