وقوله: {آمِنِينَ} حال أيضًا إما من الضمير في {ادْخُلُوهَا}، أو من المنوي في {بِسَلَامٍ}.
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47)}:
قوله عز وجل: {مِنْ غِلٍّ} في موضع الحال من {مَا} أي: كائنًا منه، والغل: الحقد الكامن في القلب. يقال: غَلَّ صَدْرُه يَغِلُّ بالكسر غِلًا، إذا كان ذا حِقْدٍ وضِغْنٍ. وقيل: الغِلُّ ما كان من الغدر والخيانةِ والحسدِ والمنافسةِ والبخلِ.
وقوله: {إِخْوَانًا} حال من أحد خمسة أشياء: إما من المنوي في {جَنَّاتٍ} وهو ضمير المتقين، والعامل الظرف نفسه، أو من الضمير الفاعل في {ادْخُلُوهَا}، أو من المستكن في {بِسَلَامٍ} لأنه بمعنى سالمين، أو من المستكن في {آمِنِينَ}، أو من المضاف إليه في {صُدُورِهِمْ} والعامل فيها معنى الإضافة من الممازجة والملاصقة.
وقوله: {عَلَى سُرُرٍ} يحتمل أن يكون في موضع الحال، إما من المنوي في قوله: {إِخْوَانًا} لأنه بمعنى متوادين أو متصافين، أي: متوادين عالين، أو من أحد الأشياء المذكورة، وأن يكون من صلة قوله: {إِخْوَانًا}، أو من صلة {مُتَقَابِلِينَ}، وأن يكون في موضع الصفة لقوله: {إِخْوَانًا}.
وقوله: {مُتَقَابِلِينَ} يحتمل أن يكون نعتًا لإخوان، وأن يكون حالًا إما من المنوي في الظرف وهو {عَلَى سُرُرٍ} إذا جعلته حالًا أو صفة، لأن فيه ذِكرًا على كلا التقديرين، أو من المنوي في {إِخْوَانًا}، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض.
{لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)}:
قوله عز وجل: {لَا يَمَسُّهُمْ} في موضع الحال من المنوي في {مُتَقَابِلِينَ}، ولك أن تجعله مستأنفًا.