وقوله: {لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ} ابتداء وخبر، و {الْيَوْمَ} ظرف للظرف الذي هو الخبر.
{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39)}:
قوله عز وجل: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} (يوم الحسرة) مفعول به ثان لـ {وَأَنْذِرْهُمْ} لا ظرف له كما زعم بعضهم, لأن الأمر بالإنذار لا يكون في يوم القيامة، وإنما يكون ذلك في الدنيا.
وقوله: {إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} (إذ) إما بدل من {يَوْمَ الْحَسْرَةِ}، أو معمول الحسرة (1).
وقوله: {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} الواو للحال، وكذا في قوله: {وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} وفي ذي الحال وجهان:
أحدهما: المنوي في الظرف وهو {فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (2)، وما بينهما اعتراض، أي: لكن الظالمون ثابتون اليوم في ضلال عن الحق، غافلين عما يصنع بهم غير مؤمنين.
والثاني: الضمير المنصوب في {وَأَنْذِرْهُمْ}، أي: وأنذرهم على هذه الحال غافلين غير مؤمنين.
وقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا} (نحن) يجوز أن يكون مبتدأ، أو يكون فصلًا، وأن يكون تأكيدًا لاسم (إنَّ). ومحل (مَن) نصب عطفًا على الأرض.
{إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا