يكون على القلب والإدغام، أو يكون من رَوِيَتْ ألوانهم وجلودهم رِيًّا، أي امتلأت وحسنت، ومنه قولهم: فلان ريَّانُ من النعيم.
و: (ريئًا) بهمزة بعد ياء ساكنة (1)، على القلب، مقلوب من فِعْلٍ إلى فِلْعٍ، كقولهم: راءَ في رأى (2).
و: (رِيًا) بياء خفيفة من غير همز (3)، وذلك يحتمل أمرين:
أحدهما: أن يكون أصلها رِئْيًا، فخففت الهمزة على مذاق العربية بأن قلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، ثم حذفت إحدى الياءين, والأشبه أن تكون الثانية, لأنها بها وقع الاستثقال، ولأنها لام، وقد كثر حذف اللام في كلام القوم في نحو: مائة وفئة ورئة.
والثاني: أن يكون من أصلها رِيْئًا على القلب، ثم خففت الهمزة بأن ألقيت حركتها على الياء الساكنة قبلها، وحذفت كقولهم: الخَبُ، في الخَبْءِ، وأكلت طعامًا نيًا في تخفيفِ نيْءٍ وشبههما.
و: (زِيًّا) بالزاي وتشديد الياء (4)، والزِّيُّ: اللباس والهيئة، وأصله زِوْيٌ، فِعْلٌ من زَوَيْتُ الشيء، أي جمعته, لأن المتزين يجمع ما يحسنه ويزينه، وفي الحديث: "زُويَتْ لي الأرضُ فأُرِيتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا" (5) أي: جُمعت، فقلبت الواو ياء وأدغمت، والمعنى: وكم أهلكنا قبل أهل مكة من (1) ذكرها الفارسي في الموضع السابق من رواية الأعشى عن أبي بكر عن عاصم. وانظر المحرر الوجيز 11/ 51. والبحر 6/ 210 وفيه تحريف.
(2) حكاه النحاس 2/ 326 عن سيبويه. وانظر معاني الزجاج 3/ 343.
(3) قرأها طلحة بن مصرف كما في إعراب النحاس 2/ 325. ومختصر الشواذ / 86/. والمحتسب 2/ 43. والمحرر 11/ 51.
(4) قرأها ابن عباس - رضي الله عنهما -، وسعيد بن جبير وآخرون. انظر إعراب النحاس 2/ 325. ومختصر الشواذ / 86/. والمحتسب 2/ 44. والمحرر الوجيز 11/ 51. وزاد المسير 5/ 258.
(5) حديث صحيح رواه مسلم (2889). والترمذي (2177). وأبو داود (4252). وابن ماجه (3952) كلهم في الفتن.