نيتك الحذف فمن سبيلك ألا تزيده ولا تكرره، فاعرفه فإنه من كلام المحققين من أصحابنا.
وأما من ضم التاء: فيحتمل أن يجعله اسمًا معربًا فيه معنى البعد، ولم يجعله اسمًا للفعل يبنيه، فكأنه قال: البعد لوعدكم. وأن يكون بناه على الضم تشبيهًا بقبل وبعد.
قال أبو الفتح: ويدل على استعمالهم له اسمًا معربًا قول رؤبة:
466 - * هَيْهَاتَ مِنْ مُنْخَرِقٍ هَيْهَاؤه (1) *
فكأنه قال بَعُدَ بُعْدُهُ، وهو كقولهم: جُنَّ جُنُونُهُ، وَضَلَّ ضَلالُه، انتهى كلامه (2).
ومن ترك التنوين في ذلك كله: فعلى إرادة التعريف، ومن نون: فعلى إرادة التنكير إذ التنوين في نحو هذا عَلَمٌ له، نحو صَهٍ وإيهٍ.
وأما من سَكّن في الحالين: فعلى إجراء الوصل مجرى الوقف.
وفيها لغات أخر لم يُقرأ بها، فأضربت عنها لذلك.
{إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39) قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40)}:
قوله عز وجل: {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} اختلف في هذا الضمير.
فقيل: هذا ضمير لا يُعلم ما يُعنَى به إلا بما يتلوه من بيانه، وأصله: إن الحياة إلا حياتنا الدنيا، ثم وضع {هِيَ} موضع الحياة؛ لأن الخبر يدل