قوله عز وجل: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ} (الأيامى) أصلها (أيائم) لأن واحدها أَيِّمٌ، فقلبت فصارت أيامِي، ثم أبدلت من الكسرة فتحة ومن الياء ألفًا فصارت (أيامَى)، ومثلها (يتامى) وأصلها (يتائم)، لأن واحدها يتيم، فَفُعِل بها ما فُعِل بأيامى. وقيل: فَيْعِل شُبِّهَ بفعيل فجمع على فَعَالَى كأسير وأُسارَى، ويتيم ويتامى (1).
والأيم للرجل والمرأة، يقال: رجل أَيِّم، إذا لم تكن له زوج، وامرأة أيم، إذا لم يكن لها زوج، وآم الرجل، وآمت المرأة، وتَأَيَّمَ الرجل، وتأيمت المرأة، إذا لم يتزوجا: بِكرين كانا أو ثَيِّبَيْنِ (2).
وقوله: {لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا} أي: أسبابه، فحذف المضاف.
وقوله: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ} محل {الَّذِينَ} إما الرفع بالابتداء وخبره {فَكَاتِبُوهُمْ}، أو محذوف، أي: فيما يتلى عليكم الذين يبتغون الكتاب. أو النصب بفعل مضمر يفسره {فَكَاتِبُوهُمْ}، أي: كاتبوا الذين يبتغون الكتاب، ودخلت الفاء لما في الكلام من معنى الشرط.
و{الْكِتَابَ} مصدر كاتب فلان عَبْدَهُ وأَمَتَهُ كتابًا ومكاتبة، كعاتبه عتابًا ومعاتبة، فهو مكاتِب، والعبد مكاتَب، وسُمِّيَتْ مكاتبةً لاجتماع النجوم فيها، وأصل الكَتْبِ: الجمعُ، ومنه: كتبتُ البغلةَ، إذا جمعتَ بين شفريها بحلقة أو سَيرٍ، وتَكَتَّبَتِ الخيلُ: تجمعت.
وقوله: {مِمَّا مَلَكَتْ} يجوز أن تكون (مِن) للتبعيض، وأن تكون للتبيين، وكذا (ما)، يجوز أن تكون مصدرية، أي: مِن ملك أيمانكم، وأن تكون موصولة، أي: مِن الذين ملكته أيمانكم.
وقوله: {فَتَيَاتِكُمْ} جمع فتاة.