{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78)}:
قوله عز وجل: {فِيمَا آتَاكَ} من صلة قوله: {وَابْتَغِ}. و (ما) موصولة، أي: واطلب في الذي أعطاك الله من المال الجنة، وهو أن يفعل فيه أفعال الخير من ضروب الواجب والمندوب.
وقوله: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ} (ما) بمعنى الذي، و {أُوتِيتُهُ} صلة، وعائده وخبر (إن) محذوف دل عليه الصلة، أي: إن الذي أوتيته أوتيته على علم. و {عِنْدِي} صفة لعلم.
وقوله: {مِنْ قَبْلِهِ} من صلة {أَهْلَكَ} , وكذا {مِنَ الْقُرُونِ}.
{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81)}:
قوله عز وجل: {فِي زِينَتِهِ} في موضع الحال من المنوي في (خرج)، أي: متزينًا بزينته.
وقوله: {يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ} المنادى محذوف، أي: يا قوم، و {مِثْلَ} اسم (ليت)، والخبر {لَنَا}، و {قَارُونُ} هو القائم مقام الفاعل، و {أُوتِيَ} عارٍ عن الضمير، وأحد المفعولين وهو المعطي