أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13)}:
قوله عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا} يجوز أن يكون في موضع رفع بالابتداء والخبر {لَنُدْخِلَنَّهُمْ}، وأن يكون في موضع نصب بمضمر يفسره الظاهر، أي: لندخلن الذين، وقد ذكر نظيره فيما سلف من الكتاب في غير موضع.
وقوله: {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} لفظه لفظ الأمر، والمعنى: على الجزاء، أي: إن اتبعتم سبيلنا نحمل خطاياكم، والتقدير: خطاياكم عنكم، فحذف الجار والمجرور.
وقوله: {مِنْ شَيْءٍ} (مِنْ): صلة. و {مِنْ خَطَايَاهُمْ}: في موضع نصب على الحال من {شَيْءٍ}، وهو في الأصل صفة له فلما قدم عليه نصب على الحال، كقوله:
499 - لعزة موحشا طلل قديم
... . . . . . . . . . . (1)
والتقدير والأصل: وما هم بحاملين شيئًا من خطاياهم.
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (15) وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16)}:
قوله عز وجل: {أَلْفَ سَنَةٍ} مفعول للبث، و {خَمْسِينَ} نصب على الاستثناء، و {عَامًا} تمييز. والضمير في (جَعَلنَاهَا) المنصوب لـ {السَّفِينَةِ} أو للعقوبة، أو للآخذة، أو للحادثة، أو القصة أو نحوها.
وقوله: {وَهُمْ ظَالِمُونَ} الواو للحال. وقوله: {وَإِبْرَاهِيمَ} عطف إما