وقوله: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} (بغير عمد) في موضع الحال، إما من {السَّمَاوَاتِ}، أو من ضميرها في {تَرَوْنَهَا}، أي: خالية عن عمد.
وأما {تَرَوْنَهَا} ففيها أوجه:
أن تكون في موضع جر على النعت لـ {عَمَدٍ}، أي: بغير عمد مرئية، على معنى: أن لها عمدًا ولكنكم لا ترونها، وهي إمساكها بقدرته سبحانه، والضمير المنصوب على هذا في {تَرَوْنَهَا} يكون للعمد.
وأن تكون في موضع نصب على الحال من {السَّمَاوَاتِ} ولا عمد ثَمّ البتة، والضمير فيه للسماوات.
وأن تكون في موضع رفع على القطع والاستئناف، على معنى: أنتم ترونها ولا عمد ثَمَّ أيضًا، والضمير للسماوات أيضًا.
وقوله: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ} الإِشارة إلى ما ذكر من المخلوقات، والخلق بمعنى المخلوق، كضَرْبِ الأميرِ في قولهم: هذا درهم ضَرْبُ الأميرِ.
وقوله: {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} أي: كراهة أن تميد بكم.
وقوله: {فَأَرُونِي} يجوز أن يكون منقولًا من رأيت المتعدي إلى مفعولين، وأن يكون منقولًا من رأيت المتعدي إلى مفعول واحد، فإذا فهم هذا فالياء المفعول الأول.
وقوله: {مَاذَا} محل (ما) إما الرفع بالابتداء على أنه استفهام وخبره (ذا) وهو بمعنى الذي، أي: ما الذي خلقه الذين من دونه؟ وإما النصب بخلق على أن (ما) و (ذا) بمجموعهما اسم واحد، أي: أي شيء خلق الذين من دونه؟ وتكون الجملة في كلا التأويلين قد سدت مسد ما يقتضيه (أروني).
{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ