يتذكر فيه، وأن تكون موصوفة، أي: عمرًا يتذكر فيه، وأن تكون ظرفية، أي: زمنًا أو وقتًا يتذكر فيه، و {يَتَذَكَّرُ فِيهِ} في الأوجه صفة لها.
وقرئ: (يذّكر) بإدغام التاء في الذال بعد قلبها ذالًا (1)، وهو حسن.
{وَجَاءَكُمُ}: عطف على {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ}، لأنه بمعنى المضي، كأنه قيل: قد عمرناكم وجاءكم النذير.
{هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39) قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40) إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)}:
قوله عز وجل: {فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} أي: جزاء كفره، فحذف المضاف.
وقوله: {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا} ذكر في "لقمان" (2).
وقوله: {بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ} (إنْ) بمعنى ما النفي. {إِلَّا غُرُورًا} أي: إلا وعدًا ذا غرور.
وقوله: {أَنْ تَزُولَا}: يجوز أن يكون مفعولًا له، أي: كراهة أن تزولا، وعند أهل الكوفة: لئلا تزولا (3)، فحذف (لا). وأن يكون مفعولًا به، أي: عن أن تزولا، أو من أن تزولا، أي: يمنعهما عن الزوال بحفظه إياهما، لأن الإمساك مَنْعٌ وحِفْظٌ.